إذا سألتم عاملاً أجنبيًا يعمل في رعاية العجزة وصل لتوّه إلى إسرائيل، كم دفع مقابل الحقّ في العمل، فإنّه سيقول بالتأكيد: “دفعت 3150 شيقلا للوسيط (شركة قوى بشرية تستورد العمال)”. يقول هذا لأنّهم حذّروه في بلاده من كشف حقيقة المبلغ الذي دفعه. في الواقع يتراوح المبلغ بين 7000-10000 دولار مقابل الحصول على رخصة عمل لخمس سنوات، مع أنّه في الكثير من الأحيان، عند وفاة المشغّل العجوز، يفقد العامل التأشيرة ويُطرَد قبل انقضاء السنوات الخمس بكثير. يعتبر هذا المبلغ بالطبع مبلغًا خياليًا بالنسبة لنا. لكي نحصل على هذا المبلغ تتجنّد الأسرة بكاملها ونأخذ القروض ونرهن بيوتنا. عمليًا نحتاج لأجر سنة ونصف حتّى سنتين من العمل كي نتمكّن من إعادة المبلغ الذي دفعناه مقابل التأشيرة.
“أمام كلّ الصعوبات التي ذكرتها، لا نقف مكتوفي الأيدي في انتظار المساعدة، وإنّما نعمل بأنفسنا. أقمنا اتّحادًا للعاملات في مساعدة العجزة في إسرائيل، في إطار منظمة “قوّة للعمّال” وبمساعدة من “خط للعامل”. نعمل لضمّ أكبر عدد ممكن لصفوفنا من بين ستّين ألف العاملين الشرعيين في رعاية العجزة في إسرائيل، معظمهم من النساء. وبعد سنة واحدة من النشاط نجحنا في تنظيم مئات العاملات.
“إنّها ليست مهمّة سهلة- الكثير من العاملات يتخوّفن من التنظّم لأنّهنّ يعتقدن أنّه عصيانًا أو مخالفًا للقانون- وبأنّ ذلك قد يؤدّي إلى طردهنّ. نحاول أن نشرح لهنّ بأنّه بهذه الطريقة فقط يمكننا المحافظة على حقوقنا وتحسين شروط العمل. رغم ما يبدو لهنّ، التنظّم قانوني ومنصوص عليه في القانون الإسرائيلي، حتّى وإن نسي الإسرائيليون ذلك. إذًا في المرّة القادمة التي تلتقون فيها بعاملة اجنبية تعمل لدى الوالدة أو الجدّ قولوا لها- إذا كانت لا تعلم- بأنّ لديها عنوانًا يمكن اللجوء إليه في كلّ مشكلة: “اتّحاد عاملات رعاية العجزة في إسرائيل”.
لقية يرديني، من مركز أختي في كريات چات، تعمل في الفنّ مع مجموعة نساء من أثيوبيا، بمساعدة منظّمة “أختي”. “علينا أن نعرف قدراتنا وخاصة الإبداعية والفنية منها، والنظر إلى أنفسنا كمتساويات، والتحدّث بصوت عالٍ وعلينا أن نحبّ لون بشرتنا. علينا دعم بعضنا البعض كما فعلنا في أثيوبيا. علينا الاندماج في أطر جديدة وتعلّم العبرية ليتسنّى لنا التواصل مع البيئة والتعلّم ممّن يمكنهم تعليمنا”.
كما وتحدّثت في المؤتمر غدير هاني، مركّزة قسم التنمية الاقتصادية من معهد النقب، وروني بن كنعان من منظّمة صوت المرأة في القدس، وابتسام محاميد، مديرة مجموعة أنوار لدفع مكانة المرأة من قرية الفرديس.
في مرحلة المناقشات لاحظنا الرغبة في الكلام، عندما رفعت النساء الواحدة تلو الأخرى أيديهنّ. الكثير من النساء اللواتي يعملن في الزراعة عن طريق نقابة معًا تحدّثن عن خروجهنّ إلى العمل وعن ساعات السفر الطويلة إلى المزارع وعن الصعوبات التي تكمن في العمل المؤقّت، والشعور بأنك مجرد دولاب احتياطي يشغلونك وقت الحاجة ويرمون بك بعد انتهاء الموسم الزراعي، أو عندما يحصل على حصّته من العمّال التايلنديين. وقد تحدّثن أيضًا عن الصعوبات التي يعانين منها في البيت عندما لا يتلقّين دعمًا من بيئتهنّ القريبة.
إيناس زحالقة من كفر قرع روت لنا بأنّها درست موضوع التربية أربع سنوات في الأردن. وعندما لم تجد عملاً في مجالها، قرّرت الانضمام إلى مشروع معًا للعمل في الزراعة. وهنا واجهت معارضة من طرف زوجها، الذي لم يوافق على عملها في عمل غير مهني. في النهاية نجحت في إقناعه بقولها إنّها تعمل “لتساعده”. وقد قالت إيناس بعد المؤتمر: “شكّل هذا المؤتمر بالنسبة لي قفزة نوعية من ناحية رؤيتي لنفسي ورؤية زميلاتي لأنفسهنّ. كان المؤتمر هامًّا لأنّه قام بعرض المشاكل التي تعاني منها العاملات العربيات واليهوديات والأثيوبيات والأجنبيات. اكتشفنا أنّ مشاكلنا متشابهة رغم الفوارق القومية والدينية. مؤتمرات من هذا النوع التي تعبّر عن مشاكلنا وتتيح لنا التعبير عن أنفسنا، وفوق كلّ شيء التي توفّر لنا الشعور بأنّ الآخرين يقدّروننا، هي أمور تقوّينا جدًّا.”
انتهت هذه الأمسية المميّزة بثلاث رقصات جميلة لنتالي دڤير، التي عرضت رقصاتها في إطار مشاركة مسرح “عنبال”، من المركز العرقي المتعدّد الثقافات، في تنظيم الأمسية. وقد دعت نتالي في النهاية المشاركات إلى الانضمام إليها على المسرح.
ميخال شڤارتس، مركّزة منتدى النساء التابع لنقابة معًا قالت إنّ هذا المؤتمر هو تمهيد للمسيرة النسائية من أجل التشغيل العادل التي ستجري في 8 آذار 2011، والتي ستشمل منظّمات نسائية كثيرة.
עמודים: 1 2