رباب حجازي
لقد كان يوماً حافلاُ و رائعاُ و قد استمتعنا بوقتنا كثيراُ إذ أن الوقت كان يمر و نحن لم نشعر به رغم أننا مشينا مسيرة طويلة ولكن حقاُ كانت رائعة. والشئ المفاجئ والأجمل بذلك أن المسيرة كانت تضم أحزاب وناس عرب و يهود، وكانت تضم أيضاُ شعارات وأقوال بكلتا اللغتين (العربية والعبرية). العرب واليهود كانوا يرددون سوياُ، والأكثر مفاجئة أن الشخص الذي كان يقودنا هي امرأة عربية! تقود يهود وعرب.
إن المسيرة كان فيها العديد من المفاجئات السارّة، وعند وصولنا للمتنزه كانوا يضعون أغاني عربية.
عندها جلسنا و استمعنا للذين يلقون بخطاباتهم وكانت الخطابات تُلقى باللغة العبرية والاسبانية والعربية، ولم يكن هناك أي تمييز بالخطابات التي أُلقيت أي انه لم يكن تمييز بين عربي ويهودي، كل هدفهم كان البحث وإيجاد عمل للمرأة بالمجتمع وأن يكون الراتب ملائما وبالتساوي لكل العمال.
إن اليوم كان رائعا بكل معنى الكلمة وكان مليئاُ بالمفاجئات السارّة والمفرحة، وكثير من الأشياء التي لم أتوقها لكنها حدثت، لقد أحببت ذلك اليوم..
وأخيراُ من الجدير ذكره أن وراء هذا التنظيم والتعب والعمل والترتيب هي جمعية معًا, وكــل الاحترام و التوفيق لهذه الجمعية.. و إلى الأمام..
بدأ الأمر قبل مائة عام, نهضت النساء العاملات وطالبن بتعزيز مكانتهم وتقليل ساعات عملهم ورفع أجورهم فانتفضت الشرطة لتقمعهم ومات نتيجة لذلك العديد من النساء العاملات اللواتي ابتدأن ثورة عمالية كبيرة وشريفة بأسم كل نساء العالم. فنحن طاقم معًا نكمل مسيرة النساء وننطلق كل عام في مظاهرة تدعوا إلى المساواة في العمل بين امرأة ورجل، تدعو إلى إلغاء التمييز المرفوض، التمييز الذي بني على لون عرق دين أو قومية.
فنحن معًا، وبلا تراجع معًا، نريد أن نغير وان نعيش بكرامة، ففي طاقمنا لا نفرق بين عربي أو يهودي، بين اسود أو ابيض، فنحن نعمل على ما هو مشترك بيننا، فنحن جميعنا نريد أن نعيش بكرامة وعدالة اجتماعية وبلا فروق طبقية. فمنظمة معا هي الجمعية التي نهضت وجمعت العمال والعاملات في الثامن من آذار لننطلق بالتغيير والثورة العمالية، التي أثبتت وما زالت ترسخ إنها أقوى الثروات العالمية. ولا ننسى الثورة التونسية والمصرية والليبية الصامدة أمام التعسف والقتل والقهر.
עמודים: 1 2