وقعت الخميس 12/5 حادثتا عمل في فرع البناء أسفرت عن إصابات بالغة لعاملين من كفر مندا وعامل من كفر كنا. وقوع حادثين في يوم واحد وبفارق ساعات معدودة لا يدل على صدفة، وانما على وضع خطير مستمر منذ سنوات يواجهه عمال البناء يوميا وخاصة العرب منهم، فيما يختص بوضع الامان في العمل. انه نهج ثابت يتم من خلاله استهتار الكثير من المقاولين ومدراء العمل بتعليمات الوقاية الاساسية وخاصة في مجال البناء، مما يعرّض العمال لخطر الموت او الاصابة البالغة. والأمر الأخطر ان لا احد يدفع ثمن هذه الجرائم، ومنذ قيام الدولة لم يحاكم سوى شخص واحد بتهم مماثلة!
السيد حسن شولي، المرشد في مجال الامان في العمل المختص بالبناء والبناء الهندسي، والذي ينشط ضمن مشروع نقابة معا لتوعية عمال البناء لحقوقهم في مجال الوقاية، يقول: “ان السقايل التي عمل عليها العاملان في كفر مندا كما تظهر في الصور التي نقلها موقع بانيت، مبنية بطريقة منافية لمتطلبات معهد المواصفات”. كما اكد الشولي: “ان هذه الحوادث هي استمرار لاستهتار المقاولين بعمالهم، وبحياتهم وهضم لحقوقهم والمساومة على ساعات ارشادهم”. وكشف الشولي ان بعض هؤلاء المقاولين مستعدون لدفع الرشاوى لبعض المرشدين في مجال الامان بهدف الحصول على تصريح مزيف بالعمل على علو شاهق دون ان يمر العمال بالارشاد فعلا، الأمر الذي يزيد من احتمالات وقوع الحوادث.
النقابية في معا ومركزة مشروع الوقاية فيها، اسماء اغبارية زحالقة، تستنكر بشدة تجاهل ارباب ومدراء العمل لتعليمات الوقاية، وتنادي العمال للانضمام الى المشروع الرامي الى توعية عمال البناء لحقوقهم وواجباتهم ايضا في مجال الوقاية في العمل، وذلك كشرط اساسي للحد من الاستهتار بأرواحهم. في اطار المشروع الذي يرعاه صندوق “منوف” التابع لمؤسسة التأمين الوطني، تنظم معا اياما دراسية في القرى العربية للعمال والطلاب الثانويين لتعزيز الوعي لهذا الموضوع المؤلم والهام، لان كل فقدان او اصابة انما تصيب المجتمع كله.
עמודים: 1 2