نساء يهوديات وعربيات تناضل من أجل السلام والمساواة والعدالة الاجتماعية

8march_12_2وفاءً للتقاليد العريقة للمناضلات الاجتماعيات منذ مطلع القرن الماضي، وقفت الواحدة تلو الأخرى على الصندوق الخشبي الذي وُضع في جانب الجادة المزدحمة، ودعون بتلهفّ لمستقبل أفضل، كلّ واحدة منهنّ من منطلق نضالها. أصغت لهنّ عشرات عاملات الزراعة العربيات المنظَّمات في “معًا”. ناشطات وناشطو “بيت هعام” وقوّة للعمّال وميرتس والجماهير التل أبيبية، الذين فوّتوا فرصة الاحتفال بيوم المرأة العالمي والتنكّر في عيد المساخر. انتهت الندوة بمسيرة وصلت إلى “بيت هعام”.

أسماء إغبارية، “معًا”: “ننضمّ للموجة الثورية”

أدارت الندوة أسماء إغبارية زحالقة، التي تحدّثت باسم نقابة العمّال “معًا”:

“لن نقف لا مباليات أمام المظاهر الفظيعة وصرخات اليأس التي تصدر عن الأمّهات اللواتي قُتل أبناؤهنّ على يد المستبدّ الفاشي بشّار الأسد. العالم بأسره يتجاهل النساء الفلسطينيات المسجونات خلف جدار الفصل والحصار، والقوانين العنصرية ضدّ المواطنين العرب والمواطنات العربيات في إسرائيل، وأمّا نحن فلن نتجاهل ذلك! حكومة إسرائيل لا تلتفت إلى مئات آلاف المواطنين الذين خرجوا للاحتجاج في الشوارع على المظالم الاقتصادية والرأسمالية وعلى نتائج الخصخصة الخطيرة. نحن النساء، ننضمّ إلى الموجة الثورية والاحتجاجية التي تجتاح أماكن كثيرة في العالم عامّةً وفي البلاد العربية خاصّةً.

asmaيفضّل رئيس الحكومة الإسرائيلي تجاهل كلّ ما يحدث، ويختلق أجندة حربية افتراضية ضدّ إيران، والذي لا يملك القدرة أو التخويل أو موافقة العالم على هذه الأجندة. حيّوا النساء المناضلات وعاملات الزراعة العربيات والعاملات الأجنبيات المطارَدات ومركّزات دور الحضانة والمعلّمات اللواتي يعملن عن طريق المقاولين والعاملات الاجتماعيات والمحاضرات في طاقم المحاضرين الصغار في الجامعات وكلّ النساء والرجال الذين يناضلون من أجل الحقّ في العيش بكرامة”.
[b]تامي فيربر، عاملة اجتماعية: “لديّ حلم”[/b]

ثمّ صعدت تامي فيربر إلى المنصّة، عاملة اجتماعية ناشطة في “نضال العاملين الاجتماعيين”. “لديّ رؤيا” قالت فيربر. ترى في حلمها أنّها تعيش في دولة تعتبر مصلحة سكّانها، دون تفرقة في الدين والعمر والقومية؛ دولة توفّر التعليم والخدمات الصحّية والسكن والأمن الاجتماعي لمواطنيها، وتعتبر العمّال مصدر قوّة، وتعتبر العاملين المنظّمين قاعدة للتنظيم الاجتماعي الاقتصادي؛ دولة تدرك أنّ أمنها القومي يكمن في رفاهية مواطنيها وفي تقليص الفجوات في المجتمع؛ دولة لا تخيف مواطنيها من القنبلة الإيرانية. ترى في حلمها نساءً يهوديات وعربيات يحصلن على تكافؤ الفرص لإحقاق حقوقهنّ، والرؤساء والوسطاء قد اختفوا، ولا يتقاضى الرجال أكثر من النساء في نفس الوظيفة، ولا يوجد عمّال يعملون عن طريق المقاولين. الشيخوخة في حلمها لا تعني المرض والفقر والتعلّق بالآخرين. ترى الدولة تقدّر عملها، وينعكس ذلك في قسيمة الراتب الشهري. “يرتبط تحقيق الحلم ببناء ائتلاف نسائي قويّ وتضامني، يؤمن بإمكانية حدوث كلّ ذلك، بشرط أن نستيقظ ونعمل”.

وفاء طيّارة، “معًا”: “البطالة تؤدّي إلى العنف”

وفاء طيّارة، مركّزة فرع “معًا” في باقة الغربية، ومسؤولة عن تجنيد وتشغيل النساء في العمل، تحيّي عاملات الزراعة اللواتي وصلن للاحتفال بيوم المرأة بعد يوم عمل شاقّ. تأتي هؤلاء العاملات كلّ سنة منذ ستّ سنوات، وحقيقة أنّ نساءً يهوديات وعربيات يشاركن معًا في المسيرة تعبّر عن التضامن القائم بينهنّ. توجّه وفاء إصبع الاتّهام إلى الحكومة لأنّها المسؤولة عن البطالة العالية لدى النساء العربيات، وتدعو إلى وقف استيراد العمّال الأجانب الذين يعملون بشروط عبودية، لا يجني من عملهم أرباحًا سوى المزارعين وشركات القوى البشرية. “البطالة هي السبب المباشر لتفاقم العنف في الشارع العربي، وللعنف ضدّ النساء في البيت”، هذا ما قالته. أنهت وفاء حديثها داعية الجميع إلى التضامن مع النساء السوريات ضدّ المذابح الفظيعة التي ينفذّها الأسد ضدّ شعبه.

8march_12شارون ملاخي، قوّة للعمّال: “تجرّأتُ للنضال من أجل حقوقي”

شارون ملاخي، عضو مجلس بلدية تل أبيب يافا من قائمة “مدينة للجميع”، وعضو في مندوبية معالجة التحرّشات الجنسية والعنف ضدّ النساء، من منظّمة “قوّة للعمّال”. في شتاء 2008 أتاحت لي منظّمة “قوّة للعمّال” فرصة للتعبير عن استيائي من كوني أعمل عن طريق مقاول في الجامعة المفتوحة”، قالت شارون، “وتجرّأتُ للنضال من أجل حقوقي”. قدّمت “قوّة للعمّال” عونًا للكثير من النساء، اللواتي عملن بشروط مزرية، وساعدتهنّ في رفع رؤوسهنّ، وليس صدفة أنّ أكثر من نصف المنظّمين في “قوّة للعمّال” هم نساء. التنظّم يمنح النساء قوّة لتغيير شروط عملهنّ، والتمتّع بحقوق اجتماعية وتحقيق الأمن التشغيلي وأخذ المسؤولية على مصيرهنّ، تقول شارون. تقرّر النساء متى يُضربن ومتى يتوقّفن عن الإضراب، ومتى يُدِرْنَ المفاوضات. تغيير مكانة النساء في سوق العمل يؤدّي إلى تغيير مكانتهنّ الاجتماعية، ومن هنا تأتي أهمّية التنظّم. عملت شارون في السنة الأخيرة مع مجموعة نسائية ملهمة من “قوّة للعمّال”، التي تشكّل عنوانًا للنساء اللواتي يتعرضن للتحرّش/ العنف الجنسي في أماكن العمل.

سينتيا چباي، المحاضرون الصغار: امرأة ترتدي الأحمر وناشطة في مجال الأدب

سينتيا چباي، طالبة دكتوراة ومعلّمة للأدب اللاتيني في الجامعة العبرية، وعضو في طاقم المحاضرين الصغار، في أوج الإضراب في يوم المرأة. تعمل معيدة وباحثة وشاعرة وأمّ في أسرة بدون أب، امرأة ترتدي الأحمر وناشطة في مجال الأدب، تعمل في المجال الأكاديمي منذ 13 سنة. “تحية لجميع النساء الكادحات… تحية لحقّهنّ في النضال ضدّ التشغيل المؤقّت والمسيء ولتحقيق الشروط اللائقة للتدريس الأكاديمي”. ثلثا العاملين في الجامعات الستّ في البلاد هم عاملون مؤقّتون، يُفصَلون بعد 4-6 أشهر من تشغيلهم، ولا يتمتّعون بأمن تشغيلي ولا يحصلون على تعويضات ومخصّصات للبطالة. تتأسّس المنظومة الجامعية على استهتار بقيمة العمل، ونتيجة لذلك يُمسّ مستوى التعليم الأكاديمي. “إنّ في ذلك مسًّا بجميع الأفراد الذين يُفترَض بهم أن يشكّلوا النسيج الاجتماعي في المستقبل”، تقول سينتيا. سلّم أولويات الحكومة خاطئ، لا يحصل فيه التعليم على الموارد اللازمة لبناء مجتمع أخلاقي يحاسب نفسه ويقوّمها، يمكنه أن يؤدّي إلى وعي سياسي واجتماعي وثقافي. “إنّنا نطالب جميعًا بتعليم بمستوى عالٍ، وكلّي أمل بأن نرتدي جميعًا الأحمر في الصيف المقبل!”

شارون أورشليمي، المنتدى النسائي التابع لميرتس: “زيادة فرص النساء في تلقّي الخدمات الصحّية”

تطرّقت شارون أورشليمي بإيجاز إلى الحاجة لزيادة فرص النساء في تلقّي الخدمات الصحّية، وخاصّة إلغاء لجان وقف الحمل ووسائل منع الحمل، بحيث تستطيع كلّ امرأة أن تتّخذ بنفسها القرارات المتعلّقة بجسمها.

روتم إيلان، أطفال إسرائيليون: “لا للعنصرية ولا للتمييز”

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter

עמודים: 1 2