المؤتمر العامّ السنوي لمعًا: تظاهرة مميّزة للأخوّة بين العمّال اليهود والعرب

الاجتماع العام السنوي لنقابة معًا 2012

الاجتماع العام السنوي لنقابة معًا 2012

المؤتمر العامّ السنوي الذي نظّمته نقابة معًا في كلّية “منشار” في تل ابيب يوم السبت 16/6، مثّل جيّدًا قطاعات العمّال المنظّمين في معًا – عمّال ومندوبي المصانع وسائقي الشاحنات وعاملات الزراعة والمحاضرين في كلّيات الفنون والعمّال الفلسطينيين من القدس الشرقية ومن الضفّة الغربية والناشطين الذين يعملون في مكاتب “معًا” الستّة في أنحاء البلاد. الأعضاء السبعون الذين حضروا المؤتمر، الذين يمثّلون أماكن العمل المنظّمة في “معًا” وناشطو الفروع عبّروا عن الشعور بالأخوّة بين أفراد من خلفيات مختلفة، لكنّهم جميعًا ينتمون لإطار واحد بدون فوارق في الدين والأصل والقومية والجنس.

ترأّست إدارة المؤتمر أسماء إغبارية زحالقة، وإلى جانبها چاي ألوني ويوآڤ تمير. أسماء إغبارية زحالقة هي المسؤولة في “معًا” عن مجال الأمان في العمل، وتشارك في النشاطات الشبابية وفي فرع القدس، بالإضافة إلى دورها في حركة الاحتجاج الاجتماعي. چاي ألوني هو نائب مدير منظّمة طاقم المحاضرين الصغار في الجامعة العبرية في القدس. يوآڤ تمير من فرع “معًا” في حيفا هو ناشط في مجال الشبيبة وسائقي الشاحنات.

asefa2بعد المصادقة على جدول أعمال المؤتمر، دُعي مدير عامّ “معًا”، أساف أديب، لاستعراض التقرير العامّ حول عمل النقابة في السنة المنصرمة وخططها ومشاريعها للسنة القادمة. ربط أديب بين العمل اليومي الدؤوب الذي تقوم به النقابة وبين الاحتجاج الاجتماعي والربيع العربي. وقد أشار إلى تركيز “معًا” على مجالين هامّين. الأوّل، المعلّمون في كلّيات الفنون، حيث أطلع الحاضرين حول تشكيل لجنة العمال والمعلمين الجديدة في كلية “منشار” التي انضمّت إلى كلّية “المصرارة” ومدرسة المسرح في القدس، الأمر الذي يفتح آفاقًا جديدة لإقامة اتّحاد لفرع معلّمي الكلّيات. المجال الثاني هو سائقو الشاحنات، وهنا تطرّق أديب إلى الصعوبات التي تواجهها “معًا” في بناء نقابة جديدة للسائقين، لكنّه استدرك أنّ الخطوات التي قامت بها “معًا” في السنتين الأخيرتين تنشئ بنية تحتية تفسح المجال لإقامة لجان عمّالية جديدة، ومن الممكن أن تؤدّي أيضًا إلى إقامة النقابة في الفرع في المستقبل. أنهى أديب أقواله بوحي من الأحداث الراهنة، وأكّد أنّه إذا كان الشعب السوري يبذل النفيس والغالي ويضحّي بنفسه من أجل نيل الحرّية، فإنّنا في “معًا” نبذل كلّ شيء من أجل إقامة نقابة عمالية حرّة.

بعد ذلك، عرض ناشطو “معًا” خمسة تقارير حول مجالات عمل النقابة، التي رافقتها مداخلات من الناشطين الميدانيّين.

سائقو الشاحنات:

داني بن سمحون تحدّث عن الجهود المبذولة بهدف الدمج بين سائقي الشاحنات وناشطي الحراك الاحتجاجي من أجل العدالة الاجتماعية، ووصف النشاطات الواسعة النطاق والمنهجية التي تقوم بها “معًا” بغرض تجنيد سائقي الشاحنات في صفوف النقابة وتمثيلهم قضائيًّا وبناء بنية تحتية تؤدّي إلى انطلاقة في إقامة اللجان العمّالية الأولى في الطريق نحو إقامة نقابة عمالية لسائقي الشاحنات. وقد أكّد بن سمحون على توجّه “معًا” إلى سائقي الشاحنات بثلاث لغات (العبرية والعربية والروسية) الامر الذي يخلق الثقة ويوطّد العلاقات بين سائقين من أصول مختلفة.

كلّيات الفنون:

أوريت سودري، أطلعت الحاضرين حول حملة تنظيم المعلّمين في مدارس وكلّيات الفنون، وافتتحت أقوالها بتقديم تقرير عن إقامة لجنة عمّال ومعلّمين في “منشار” هذا الأسبوع. جاء هذا الإنجاز بعد التوقيع على اتّفاقية جماعية في مدرسة الفنون “مصرارة” قبل سنتين، التي هي بصدد التجديد في هذه الآونة، وعن مفاوضات توشك على النهاية مع مدرسة المسرح البصري. واقترحت سودري على محاضري الفنون الخروج من البوتقة مرّتين: مرّة من الفردانية إلى التنظّم، ومرّة ثانية من التنظّم المجرّد إلى تنظّم ينطوي على تضامن يهودي عربي. فقد حذّرت سودري بأنّه بدون التضامن من شان تنظّم العاملين أن يخدم الأهداف المناقضة.

باسم اللجان الجديدة للمعلّمين التي تنظّمت في “معًا” تحدّث المصوّر رون عمير الذي انتُخب للّجنة الجديدة في كلّية “منشار”. وقد أشار رون إلى أنّه رغم التشغيل المتتابع في “منشار” منذ عدّة سنوات، إلاّ أنّ ما يميّز الفرع كلّه هو نهج الفصل السنوي بدون الاعتراف بالأقدمية: “كلّ سنة نستلم في البريد المسجّل إشعارًا ثابتًا بالفصل، وبعد أربعة أشهر الصيف بدون راتب نعود إلى العمل. هذا بالطبع إلى جانب سلبنا حقوقًا كثيرة بسبب الانقطاع في تتابع التشغيل”. واقترح رون عمير في نهاية أقواله بأن تقيم “معًا” اتّحادًا عامًّا لجميع المحاضرين في الكلّيات.

مصنع جانا للمشروبات:

التنظّم الجديد لعمّال مصنع جانا للمشروبات في نتسرات عليت أثار حماسًا كبيرًا في المؤتمر. مجموعة من عاملي وعاملات المصنع، تضمّ عربًا ويهود، شاركت في المؤتمر واستُقبلت بالتصفيق. وقد قدّم يوآڤ تمير تقريرًا حول الطريق التي قطعناها منذ لقاء عاملة المصنع في خيمة الاحتجاج في الناصرة في الصيف الماضي وحتّى التنظّم في “معًا”. “كيف يشعر العامل غير المنظّم؟ يشعر بأنّ المشغّل يستطيع أن يفعل ما يحلو له. والنتيجة: إمّا كسر القواعد أو الاستسلام. إلاّ أنّ عمّال جانا اختاروا طريقًا ثالثة، وهي التوجّه إلى “معًا”: التنظّم والنضال من أجل نيل حقوقهم بدون التنازل عن كرامتهم”، هذا ما قاله تمير.

عماد أحمد، المرشّح للجنة العمّال في مصنع جانا، الذي ستجري فيه الانتخابات في 26.6.12، تحدّث عن الفرحة العارمة التي عمّت المصنع بسبب العلاقة مع “معًا”، “التي لم تتحدّث معنا عن الدفع للنقابة فقط، بل أبدت اهتمامها منذ البداية بنضالنا”، وأكّد أنّ العمّال يؤمنون أنّ إقامة اللجنة ستؤدّي إلى تنظيم علاقات العمل في المصنع. وأشار إلى أنّ العمّال يشعرون بالانتماء للمصنع ولا يرغبون في توقّفه عن العمل، لكنّهم أيضًا يصرّون على أن يحصلوا على جميع حقوقهم وفقًا للقانون.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter

עמודים: 1 2