بمبادرة من نقابة معا العمالية اقيم يوم الأحد الموافق 26/5 في مدرسة تيراسنطة في يافا لقاءًا تضمن فعاليات اجتماعية وثقافية والتي جمعت طلاب صفوف العواشر في مدرستَي تيراسنطة والثانويّة الشاملة في يافا. بمناسبة مرور عاما من النشاط في مشروع “شبيبة من أجل التغيير الاجتماعيّ” الذي بادرت اليه نقابة “معًا”، علما ان نحو 50 طالبا ثانويا من مدينة يافا قد شاركوا في المشروع في السنة الاخيرة بإرشاد أسماء إغباريّة زحالقة. وكان هذا النشاط المشترك الأوّل بين المدرستين، بعد 8 فعاليّات أسبوعيّة منفردة في كلّ مدرسة خلال العام.
وقد تم تقسيم الطلاّب إلى ثلاث مجموعات مختلطة من المدرستين، بحيث شاركت كلّ مجموعة في ورشة فكريّة وورشة منوّعات، بقيادة مرشدين ذوي خبرة. تناولت الورشات مواضيع مختلفة باساليب فنية – فمثلا المسرحية، اورنا عقاد، ادارت ورشة عن موضوع المساواة بين الجنسين بواسطة المسرح وقادت الفنانة التشكيلية حنان ابو حسين ورشة عن العنف بواسطة الفنّ. والراقصة يوليا كيسليف ورشة بعنوان التفاهم بين الشعوب والثقافات بواسطة الرقص الشعبي. كما قادت أسماء إغباريّة زحالقة ورشة عن النشاط الاجتماعي والفنان نمر چولان ادار ورشة بواسطة الألعاب البهلوانيّة.
وقد بدأ اللقاء بعبارات من المعلمة مطيلد عبود من مدرسة تيراسنتا التي رحبت بالفعالية واثنت على الدور الذي تقوم به نقابة معا في اهمية التوعية الاجتماعية للطلاب. وقالت المسؤولة عن المشروع من معا اسماء اغبارية زحالقة ان المشروع الذي قامت به النقابة خلال السنة الاخيرة في كلتا المدرستين هدفه توعية الشباب للواقع المعقّد الذي نعيشه، علما باننا نعيش القمع والاضطهاد كوننا اقلية، لكن فيه ايضا استغلال واضطهاد على اساس طبقي. ومن خلال المشروع نعمل على توسيع آفاق الشباب كي يدركوا ان القضية اليوم هي قضية عالمية وان تكون بأيديهم آليات لمواجهة هذا الواقع الذي نعيشه وان نوجد شركاء لنا في الشارع اليهودي الذين ينظرون الى الاضطهاد والاستغلال كامر مرفوض. واضافت اسماء ان ” الهدف من المشروع هو تربية الشباب كي ياخذون المسؤولية عن مجتمعهم وانهاء حالة اللا مبالاة”
واشادت الطالبة أماني من مدرسة تيراسنطة باهمية المشروع وقالت انه منح الطلاب فهم وقدرات لمواجهة مواضيع العنف وأهمية المجموعة على حساب الفرد. واضافت أماني ” لقد تعلمنا عن أهمية الاصغاء للآخر وأهمية ان نتعلم كيف نتحدث باسلوب جميل وحضاري وليس بالعنف والصراخ وان نبدي راينا بحرية من دون خوف”.
وكان مثالا لطبيعة اللقاء المميز الورشة التي ادارتها يوليا كيسليف، الراقصة ومعلمة الرقص، والتي بدأت بعرض لقطات لرقصات من مختلف أنحاء العالم، مثل الدبكة الفلسطينية والرقص الفولكلوري اليهودي والرقص الإيرلندي. وبينت يوليا أن الرقص ليس فقط من أجل المرح، إنما أيضا من أجل الحفاظ على التقاليد والثقافة، وظهر أن هنالك تشابه في الرقصات الشعبية. وتعلم الطلبة رقص الدبكة، ورقصوا مع بعض من كلا المدرستين، ليس كغرباء وإنما كأصدقاء بعد أن تعرفوا على بعضهم البعض.
بعد الورشات إجتمع الجميع وتحدث الطلاب عما مروا به في الورشات. احدى الطالبات، قدّمت شرحًا حول الرسمة التي خطّتها مع الفنانة حنان ابو حسين: “حنان طلبت منا أن نرسم الأمور التي نفكر بها، هناك شجرة وشخص معلق عليها، وكتب بجانبه كل ما أردته هو الإنتماء، ومعناه أن عدم تقبل الآخرين هو أمر سيئ وجارح جدا”. وبعد ذلك قدم نمر، إستعراضي، عرض مشوق بالكرات، وقدمت يوليا عرضا راقصا.
עמודים: 1 2