ركز مؤتمر الأول من آيار الذي أقامته نقابة معًا العمالية تحت شعار “عمال من اجل حقوق الانسان” على الهجمة التي تتعرض لها قضايا حقوق الإنسان في إسرائيل ومناطق مختلفة من العالم. وعلى ضوء هذه الهجمة دعت نقابة معًا نقابات العمال والمنظمات الإجتماعية المدافعة عن حقوق العمال، لمساندة ودعم العمال، وحماية حقوقهم، وحقوق المنظمات التي تعمل من أجل كرامة الإنسان والحرية، والدفاع عن مطالبهم وحقوقهم العادلة بغض النظر عن إنتماءاتهم القومية او الدينية او غيرها، في مواجهة اليمين العنصري المتطرف.
وتولت عرافة المؤتمر الناشطة وفاء طيارة مركزة فرع النقابة في باقة الغربية. من جهته حذر اساف اديب المدير العام لنقابة معًا، من التوجه الخطير للحكومة الاسرائيلية، الذي يمهد لحرب تصعيدية مع ايران، وانتقد بشدة سياسة الحكومة الاسرائيلية، وتواصل عمليات القتل التي تحصل في غزة، وادان الهجمة التي تتعرض لها منظمات حقوق الانسان، ومحاولات تحديد صلاحيات القضاء الاسرائيلي، ودعا الى تشكيل تحالف واسع لمواجهة هذه التوجهات. وأشار اديب في كلمته الى موقف نقابة معًا العمالية المتضامن مع المنظمات والحركات الديمقراطية في سوريا ومصر وايران ومختلف انحاء المنطقة، في مواجهتها للنظم القاتلة والاستبدادية التي يمثلها الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والدور الاجرامي للمنظمات والحركات الجهادية المتطرفة السنية والشيعية ـ التي تجر المنطقة الى الهاوية.
وتميز مؤتمر الاول من ايار، بمشاركة بارزة لممثلي منظمة بتسليم ،وممثلي العمال الفلسطينين العاملين في المستوطنات الاسرائيلية، وممثلي عاملات الزراعة والنظافة والرفاه الاجتماعي، والموسيقيين، وفنانين يهود وعرب، حيث عبرت تلك المشاركات عن العلاقة والترابط القوي بين حقوق العمال وحقوق الانسان، وعكست الرؤية الخاصة لنقابة معًا الملتزمة بالنضال ضد التمييز والقمع في كل مكان .
وقد تخلل المؤتمر القاء عدة كلمات وفقرات موسيقية مختلفة ابرزها :
عاميت غيلوتس عضو لجنة العاملين في مؤسسة “بتسيلم – المؤسسة الإسرائيلية لحماية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة” الذين انضموا مؤخرا الى نقابة معًا حيث قال في كلمته: “ان نقابة معاً كانت الخيار الطبيعي لعمال “بتسيلم” حيث تتميز مؤسسة بتسيلم بوجود مزيج وترابط خاص بين عمال اسرائيليين وفلسطينين في مكاتب الادارة، وفي ساحة العمل، وحين نكون موحدين نكون اقوياء لهذا نحتاج الى علاقات فيما بيننا، ونحتاج الى اطار يفهم ويدرك ان النضال ضد الاحتلال هو شريان الحياة بالنسبة الى ” بتسيلم”. واضاف: “نقابة معا هي شريكة بالنضال ضد الاحتلال، لهذا كان خيارنا بالعمل المشترك ضمن رؤية مشتركة، ونحن واثقون ان ادارة “بتسيلم” ستعمل معنا لصياغة اتفاقية جماعية بسرعة.
يوأف غال – تمير عضو فرع النقابة في القدس وصف في كلمته “الواقع الرهيب الذي يعيشه اكثر من 300 الف فلسطيني في القدس، محرومين من حقوقهم الاساسية، في ظل فقر، وافتقار لبنى تحتية أساسية في أحياؤهم السكنية، وأضاف : “ان نقل السفارة الأمريكية الى القدس، لن يغير الحقيقة بان المدينة مُقسمة، وأن هنك صراع قائم يولد كراهية ومواجهات جديدة كل يوم”. وأشار الى برامج وأهداف نقابة معا في القدس الشرقية، حيث تعمل النقابة بشكل يومي مع عمال فلسطينيين لبناء ركيزة للحياة الحرة الكريمة قائمة على مبادئ وإحترام حقوق الإنسان والمساواة، إذ تضمن تلك الركيزة الحياة المشتركة في المستقبل بين الاسرائيليين والفلسطينيين في القدس.
الفنانة نيلي غفنان من مسرح القطار (תאטרון הקרון) الذي انضم العاملين به مؤخرا الى نقابة معاً اذهلت الجمهور في عرض سكيتش مسرحي عن ” جحا” باسلوب رائع دمج بين اللغة العربية والعبرية. وقالت فيما بعد “هذا المؤتمر ضروري وهام جداً لتعزيز العمل المشترك”، واضافت “ان نقابة معاً ومسرح القطار ملائمان للعمل مع بعضهم البعض. ونجاح هذا المؤتمر يعزز قناعتي بذلك.”
اما معلم الموسيقى كوبي هغوئيل من المعهد الموسيقي في مدينة راس العين فقال في كلمته “ان نقابة معا تعمل بشكل سليم وصحيح في مختلف الاتجاهات ومختلف الامكنة التي يتواجد بها عمال، ولديها اجوبة دقيقة للمشاكل التي يعاني منها العمال وتتخذ القرارات الملائمة، بدون بيروقراطية والعودة الى القيادات المركزية، وبالتشاور والتنسيق مع العمال انفسهم، ووصف هغوئيل: الأوضاع المزرية للكثير من معلمي الموسيقى في المراكز الجماهيرية والموسيقية، في انحاء البلاد وبوجه لهم ودعاهم للانضمانم الى نقابة معاً.
حاتم ابو زيادة رئيس لجنة العمال في “كراج تسرفاتي” وهو ممثل لمجموعة كبيرة من العمال الفلسطينين في المستوطنات الاسرائيلية، الذين تمثلهم نقابة معاً كمجموعات و كافراد حيث تحدث عن تجربة عمال الكراج والإنجازات التي حصلوا عليها منذ توقيع الاتفاق الجماعي مع نقابة معاً ، وتحدث عن اهمية ان تكون النقابة العنوان الطبيعي للعمال الفلسطينين العاملين لدى الاسرائيليين.
الفنانة فرانس ليبا نداف التي تعمل كمعلمة تصوير في مدرسة المصرارة للفنون في القدس تحدثت عن الترابط المميز الذي شهدته المدرسة بين مجموعات المعلمين المنضوين تحت اطار معا، وبين عمال الطاقم التقني الذين انضموا مؤخراً الى نقابة معا.
أماني قعدان التي تشغل منصب مركزة ميدانية في مكتب معاً في باقة الغربية، تحدثت عن مشروع “النساء والعمل” الذي يساهم في مساعدة النساء في إيجاد أماكن عمل والإندماج في سوق العمل المنظم بشروط عمل وفقا للقانون في قطاع الزراعة والنظافة ورعاية العجزة .
إختتم المؤتمر أعماله بمرافقة مقطوعات فنية وموسيقية قدمها عازف الساكسفون جيس كورن وعازف اللإيقاع كوبي هغوئيل وهما مدرسان في المعهد الموسيقي في راس العين واعضاء نقابة معاً. وكان يشاركهما على البيانو العازف والملحن يوسي مار حاييم وهو مدرس موسيقى في كلية المصرارة كما قدم الموسيقار والملحن المقدسي زياد الأيوبي وثاة موسيقية وقرأ الناشط المقدسي محمد القواسمة قصيدة كتبها هو تضامنا مع العمال على انغام موسيقى زياد الايوبي.