بدأت نقابة معا هذا الشهر (أكتوبر الجاري) بالتوقيع على اول اتفاق جماعي للعاملين في مؤسسة “بتسيلم” لحقوق الانسان في المناطق الفلسطينية، والذي يضمن حقوق واجور عادلة لنحو 40 من العاملين والعاملات الاسرائيليين والفلسطينيين الذين يعملون في المؤسسة. وقد جرى حفل التوقيع على الاتفاق في بيت ساحور بحضور إدارة المؤسسة والعاملين فيها.
ومن اهم نقاط الاتفاق، المعايير التي تم وضعها لتحديد أجور العاملين الجدد ونسبة الزيادة لاجور العاملين القدامى في المؤسسة. كما ينص الاتفاق على تحديد عدد ساعات العمل وعدد أيام الاجازة المسموح بها للعاملين في السنة إضافة الى وضع الاليات الملائمة من اجل خلق أرضية للتفاهم والحوار بين الإدارة وبين العاملين في حالة فصل احد العمال او في ظروف تتطلب التقليصات في الطاقم على سبيل المثال. كما حدد الاتفاق الطريقة التي يشارك بها ممثلي طاقم العاملين في جلسات الإدارة وبالتالي جعل العاملين شركاء في النقاش حول سياسة المؤسسة والقرارات الخاصة برصد الميزانيات للمشاريع المختلفة بما يضمن الحفاظ على روح جمعية “بتسيلم” وعملها المميز والهام في الدفاع على حقوق الانسان في المناطق المحتلة.
ومن الجدير ذكره انه في حفل التوقيع على الاتفاق الذي عقد يوم الأربعاء 2/10 اشاد رئيس إدارة الجمعية السيد دافيد زونشاين بمغزى الاتفاق الجماعي واصفا اياه بانه يشكل مرحلة هامة في عملية بناء مؤسسة مجتمع مدني ناضجة ومتوازنة. مدير عام الجمعية السيد حجاي العان رحب من طرفه بالاتفاق الذي يعتبر بالنسبة له انعكاسا للشراكة بين الإدارة وبين طاقم العاملين بها. مدير عام نقابة معا السيد اساف اديب اثنى على الاتفاق وذلك لانه اولا يشمل العمال الإسرائيليين والفلسطينيين في المؤسسة على حد سواء ولذلك فهو ينسجم مع مواقف وتوجه نقابة معا. وثانيا كون مؤسسة بتسيلم تعتبرعاملا قياديا في مجال الدفاع عن حقوق الانسان وعليه فان الكثير من القواسم المشتركة تجمع بينها وبين معا، كنقابة تعمل ليل نهار في الدفاع عن حقوق العمال الفلسطينيين داخل إسرائيل وفي المستوطنات.
لقد علق على توقيع الاتفاق السيد عبد الكريم سعدي الذي يعمل في مؤسسة بتسيلم منذ 16 عام وكان له دورًا بارزًا مع معا في الوصول الى الاتفاق: “منذ اكثر من عام والعاملين في “بتسيلم” بداوا في العمل مع نقابة معا ومنذ ذلك الحين ومع الوصول الى الاتفاق نشعر باننا نفهم احسن حقوقنا ولا سيما الأمور التي تتعلق في التأمينات المختلفة. العاملون الإسرائيليون والفلسطينيون في مؤسسة بتسيلم يشعرون مع التوقيع على الاتفاق بان نقابة معا هي نموذجا لبناء تعاون بين الشعبين أساسه العدالة للجميع دون أي تمييز، علمًا بان معًا تشكل عنوانًا لالاف العمال الفلسطينيين الذين يعملون في الورشات الإسرائيلية ويتعرضون لاستغلال ولا يعرفون حقوقهم.”
من طرفه قال السيد عميت غيلوتس، المتحدث باسم مؤسسة بتسيلم واحد المبادرين والقياديين في لجنة العمال بان “حرص معا عل حقوق العمال الفلسطينيين والمعركة ضد الاحتلال هم في الحقيقة معركة واحدة ولذلك يشعر العاملين في بتسيلم بسرور وغبطة بسبب انتسابهم لصفوف نقابة معا املين بترسيخ علاقات عمل جماعية بما يضمن استمرار عمل مؤسسة بتسيلم ويقويه”.
الجدير ذكره ان الاتفاق الذي وقعته نقابة معا بمؤسسة بتسيلم يضاف الى سلسلة من الاتفاقات التي انجزتها النقابة في السنوات الأخيرة منها الاتفاق مع جمعية الأطباء من اجل حقوق الانسان و”موكيد للاجئين والمهاجرين” – وهي جميعها مؤسسات حقوق انسان هامة. انضمام طواقم العاملين في هذه المؤسسات الى نقابة معا يعزز دور معا كنقابة مميزة في ساحة العمل النقابي والاجتماعي في إسرائيل كتنظيم ملتزم بمباديء الاجندة الديمقراطية والمساواة والذي يضم في صفوفه عمال دون أي تمييز او تفرقة بسبب الانتماء القومي او العرقي، المواطنة او الجندر.