نقابة معا توقع اتفاقًا جماعيًا تاريخيًا في مصنع “رجوان” في عطروت والذي يشغل عمالا فلسطينيين.

وقعت معًا نقابة عمالية يوم الأحد، الموافق 7/3، إتفاقًا جماعيًا مع شركة رجوان للإنتاج الغذائي. الاتفاق الموقع مع الشركة يعتبر تاريخيًا اذ انها المرة الأولى التي توقع بها نقابة اتفاقًا […]

وقعت معًا نقابة عمالية يوم الأحد، الموافق 7/3، إتفاقًا جماعيًا مع شركة رجوان للإنتاج الغذائي. الاتفاق الموقع مع الشركة يعتبر تاريخيًا اذ انها المرة الأولى التي توقع بها نقابة اتفاقًا كهذا مع شركة إسرائيلية تشغل عمالًا فلسطينيين.

بموجب الاتفاق سيتم زيادة بدل السفر، وسيحظى العمال بزيادات مستقبلية في الأجور، وكذلك زيادة في الدفع بدل الساعات الإضافية، بالإضافة لترسيخ سجلاً رقميًا للساعات الذي سيكون شفافا للعمال، وتنظيم كيفية التعامل مع حوادث العمل. كما ينص الاتفاق على ترتيبات خاصة في حالة الفصل عن العمل بسبب مخالفة للنظام او في ظل التقليصات وتم أيضا تحديد الدور الذي تلعبه اللجنة العمالية في التعامل مع حالات معينة بالتعاون مع الشركة.

واستغرقت المفاوضات حول الاتفاق فترة زمنية طويلة – لأكثر من عام – وشملت تقلبات وإضرابات وإجراءات احتجاجية، الا ان النقابة مع العمال نجحت بتكريس واقع جديد. الاتفاقية ستكون سارية المفعول لمدة خمس سنوات وبتوقيعها تم حل نزاع العمل الذي أعلنته النقابة والتزم العمال والنقابة بالصمت الصناعي (الامتناع عن الإعلان عن الاضراب خلال سنوات الاتفاق). كما تم الاتفاق بين الطرفين بان كل ما يتعلق بديون الشركة للعمال بسبب حقوق التي لم تدفع في الماضي يبقى خارج الاتفاق مما يعني انه يحق لكل عامل التوجه للمطالبة بمستحقاته دون اي تهديد لاستمراره في العمل.

يعمل حوالي 55 عامل إنتاج في مصنع رجوان بموجب تصاريح صادرة عن السلطات الأمنية وهم من سكان السلطة الفلسطينية، ويتم تجديدها كل ستة أشهر. ولكي يصل العمال الى المصنع الواقع بالقرب من معبر قلنديا لزاما عليهم اجتياز الحاجز العسكري يوميا مما يجبرهم أحيانًا على الانتظار لفترات طويلة. نظام التصاريح يترتب عليه تهديد دائم على كل واحد من العمال بسحب التصريح وبالتالي فقدان مكان العمل. في شهر شباط عام 2020، تلقى 4 من العمال بمن فيهم أحد أعضاء لجنة العمال، إخطارًا برفض دخولهم الى إسرائيل معللين ذلك بمعلومات لدى استخبارات الشرطة (أي أن لدى الشرطة معلومات حول نيتهم ​​ارتكاب جريمة دون أي يجري التحقيق معهم من قبل الشرطة او تقديم لائحة اتهام ضدهم). فقط بعد تدخل نقابة معًا وبمساعدة المحامية مور سوكر من مكتب المساعدة الفلسطينية LEAP تم رفع المنع.

حال عمال مصنع رجوان كحال حوالي 80 ألف عامل فلسطيني يعملون في إسرائيل، دفعوا رسوم العلاج الشهرية للهستدروت لمدة 50 عامًا. غير ان الهستدروت امتنعت بشكل منهجي خلال كل الفترة عن تنظيمهم وتشكيل لجان عمالية تمثلهم ويأتي الاتفاق الموقع الآن من قبل معًا ليغير قواعد اللعبة. للمرة الأولى توقع نقابة عمالية اتفاقا جماعيا في مصنع يشغل العمال الفلسطينيين. وعلى عكس ما كان عليه الحال في الماضي، أصبح لدى عمال شركة رجوان الان عنوانًا يتوجهون اليه مع أي مشكلة تنشأ في مكان العمل.

تفخر نقابة معًا بكونها رائدة في الجهود المبذولة لتنظيم العمال الفلسطينيين العاملين في إسرائيل والذين يلعبون أدوارًا مهمة في الصناعة والزراعة والبناء في إسرائيل، ولا سبب في العالم يمنعهم من الحصول على حقوقهم بما في ذلك حقهم في التمثيل النقابي حسب ما يختارون.

ضم فريق التفاوض التابع لمعًا المحامية آية بيرتنشتاين، ومنسق فرع معًا في القدس، إيريز فاغنر، والمدير التنفيذي للنقابة اساف اديب. وبمشاركة ثلاثة أعضاء اللجنة العمالية، محمد حمودة وخيري عبد الجبار ورائد فقهاء اللذين لعبوا دورا هاما في قيادة العمال بحيث ان الثقة والتفاهم التي بُنيت خلال هذه الفترة بين معًا وبين اللجنة العمالية كانت عنصرًا أساسيًا في نجاح المفاوضات والوصول الى توقيع الاتفاق.

وصرح محمد حمودة عضو اللجنة العمالية بعد توقيع الاتفاق بأنه وسائر أعضاء اللجنة العمالية “مقتنعون بانه لولا وقفة العمال وشجاعتهم وتصميمهم على نيل حقوقهم ودعم نقابة معًا الصادق لهم لما تحقق هذا الإتفاق.” واكد عضو اللجنة العمالية “اننا نرى بما حصل في مصنع رجوان من معركة عمالية ومن وقفة قوية وموحدة للعمال بمثابة درس لكل العمال في المصانع والشركات أالاخرى إذ اثبتنا بان الأساليب القانونية والمدروسة لخوض النضال لا بد ان تثمر وبانه من يعرف حقوقه ويعرف كيف ينظم نفسه بشكل جماعي من الممكن ان يحرز إنجازات حتى في احلك الفترات”.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter