بعد انضمام 28 عاملا من عمال مصنع “بتر اند دفرنت” للغذاء في الخان الاحمر الى نقابة معًا (هذا العدد يشكل اكثر من نصف العمال والموظفين في المصنع) كان المقرر ان تعترف الادارة بنقابة معًا وتفتح معها مفاوضات على اتفاق جماعي.
لكن ذلك لم يحدث. الشركة ترفض منذ اكثر من شهر مطالب العمال بالاعتراف بنقابة معًا التي تمثلهم. وعلى ضوء ذلك ونظرًا لسلوكها السلبي تجاه نقابة العمال وازاء مطالبة العمال بحقوقهم قررت النقابة بالتعاون مع العمال الإعلان عن نزاع عمل واضراب في الشركة. إذا لم ترغب الشركة في الاعتراف بنقابة معًا وفتح المفاوضات معها خلال اسبوعين سينظم العمال الإضراب في الشركة ابتداء من يوم الأحد 2/19. (الاعلان عن نزاع عمل واضراب هو اجراء قانوني يسمح للنقابة التي تمثل العمال بالاعلان عن اضراب 15 يوم بعد الاعلان عن الموضوع وعندها يصبح غير مسموحًا للشركة تبديل العمال او توظيف عمال جدد).
منذ أكثر من 20 عامًا، توظف شركة الأغذية “بتر اند دفرنت” عشرات العمال من سكان السلطة الفلسطينية في مجال الإنتاج في المصنع. ويشكي هؤلاء العمال بسبب ظروف عملهم، ولا سيما غياب اي تعويض على اأقدمية والمهنية. مشغلو الآلات والرافعات والعمال الذين لديهم 20 عامًا من الخبرة أو أكثر، والعمال المسؤولون عن مجموعات العمال يحصلون جميعًا على الحد الأدنى للأجور.
منذ كانون الأول (ديسمبر) 2022، بعد إعلان معًا عن انضمام 28 من عمال الإنتاج بالشركة الى صفوف النقاب، رفضت الشركة مرارا وتكرارا الاعتراف بالنقابة والبدء بالتفاوض معها. وصل سلوك الشركة السلبي الى ذروته يوم الخميس 2.2 عندما عملت بشكل متعمد لإفشال وتخريب اجتماع للعاملين تم الترتيب له مسبقًا.
بموجب القانون يحق للنقابة اللقاء بالعمال في المصنع نفسه وذلك شرط ان يتم تنسيق الامر مع الادارة وان ينظم الاجتماع في ساعات الاستراحة او ليس على حساب ساعات العمل. وموجب هذا القانون تم الترتيب الاجتماع مسبقا بين النقابة والشركة. ووافقت النقابة على اقتراح الشركة يان يتم عقد الاجتماع يوم الخميس 2.2 الساعة 12.00 ظهرا في المصنع.
غير ورغم موافقتها المسبقة على ذلك علمت النقابة بانه ساعة واحدة قبل موعد الاجتماع أبلغت الشركة العمال الأعضاء في معًا أنه لن يُسمح لهم بالمشاركة في الاجتماع وان الاجتماع مع مندوبي معا سيشارك به فقط من امتنع عن الانضمام للنقابة. فقط بعد ان ارسلت النقابة رسالة مستعجلة في الموضوع وحذرت الشركة من مخالفة القانون تراجعت الشركة عن قرارها وسمحت للجميع في المشاركة.
عند وصول مندوبو النقابة للمصنع وجدوا في قاعة الانتاج ليس فقط العمال الفلسطينيين الذين يعملون في مجال الانتاج بل ايضا العشرات من الأشخاص الآخرين وكان بينهم عائلات وأطفال صغار. لقد قام عدد من هؤلاء خلال الاجتماع بالتدخل بطريقة استفزازية في كلمات مدير معا اساف اديب ومسؤول العمل النقابي في معا يواب غال تمير. وطالبوا بصوت عالٍ من مندوبي معًا التحدث باللغة العبرية وليس باللغة العربية. وبحسب شهادة أعضاء لجنة العمال، فإن بعض الأشخاص الحاضرين في الاجتماع هو مواطنين يهود متدينين ليسوا من عمال المصنع في ميشور أدوميم، وقد تمت دعوتهم فقط لتعطيل المسار الطبيعي لاجتماع العمال.
يعتبر معًا إدارة الشركة كالمسؤولة عن هذه المحاولة لتعطيل وتخريب تجمع العمال. وفي ضوء هذا السلوك غير اللائق، والمخالف للقانون أعلنت عن نزاع عمل وإضراب. تطالب معًا والعمال من الشركة بتغيير نهجها والدخول في مفاوضات.
العمال مصممون على مواصلة كفاحهم العادل من أجل كرامتهم وحقوقهم وظروف عملهم. إذا أرادت الشركة تجنب المواجهة والاضراب وتشويش العمل فإن الطريق مفتوح أمامها للاعتراف بنقابة معًا وبدء المفاوضات معها ومع لجنة العمال بشأن اتفاقية جماعية.