شكوك الكاتب عودة بشارات بحركة الاحتجاج الديمقراطية في اسرائيل خاطئة وتدفعنا الى اليأس

يتساءل عنوان مقال عودة بشارات "هل هناك مستقبل للحركة الاحتجاجية؟" (هآرتس" 22.5). لدهشتي يقول بشارات انه لا يرى لها اي مستقبل. لماذا ؟ ياتي الجواب في نهاية مقاله، حيث يتهم المتظاهرين بـ "الصمت المدوي"  عندما يتعلق الأمر بالظلم ضد الفلسطينيين و"غض الطرف عن الحكومة فيما يتعلق بالمنظمات الإجرامية" في المجتمع العربي. وبحسبه فإن مشكلة حركة الاحتجاج أنها لا تقدم شيئاً جديداً، ولا رؤية لها، وتكتفي بدعوات عامة وجوفاء.

حنان منادرة زعبي  / هآرتس 8.6

يتساءل عنوان مقال عودة بشارات “هل هناك مستقبل للحركة الاحتجاجية؟” (هآرتس” 22.5). لدهشتي يقول بشارات انه لا يرى لها اي مستقبل. لماذا ؟ ياتي الجواب في نهاية مقاله، حيث يتهم المتظاهرين بـ “الصمت المدوي”  عندما يتعلق الأمر بالظلم ضد الفلسطينيين و”غض الطرف عن الحكومة فيما يتعلق بالمنظمات الإجرامية” في المجتمع العربي. وبحسبه فإن مشكلة حركة الاحتجاج أنها لا تقدم شيئاً جديداً، ولا رؤية لها، وتكتفي بدعوات عامة وجوفاء.

كلمة السر الرئيسية لـحركة احتجاجية هي الديمقراطية. هل يعتبر هذا المصطلح كلمة جوفاء؟ مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين يخرجون إلى الشوارع كل أسبوع للقتال من أجلها لا يتفقون معه بالتأكيد. الديموقراطية ليست بالشيء المسلّم به. في هذه اللحظة، تقاتل من أجل البقاء، ليس فقط في إسرائيل ولكن أيضًا في الولايات المتحدة وأوروبا. لقد رسمت حركة الاحتجاج في إسرائيل خطاً فاصلاً بين الديكتاتورية والديمقراطية، وقسمت المجتمع الإسرائيلي إلى معسكرين: المعسكر الذي يدعم الحكومة يمثل اليمين المسياني؛ ومن ناحية أخرى، المعسكر الديمقراطي الليبرالي. وعلى كل مواطن أن يختار المعسكر الذي ينتمي إليه.

لكن في نظر الكاتب عودة بشارات تتلاءم مخططات اليمين المتطرف مع أجندة حركة الاحتجاج، إذ انه في رأيه لا فرق بين المعسكرين، وبالتالي لا حاجة لاتخاذ الموقف بين المعسكرين. بشارات مثل كثيرين غيره في المجتمع العربي لا يرى الحقيقة الساطعة اذ انه لا يرى الازمة العميقة التي يمر بها المجتمع الإسرائيلي.  لأول مرة في تاريخ البلاد انكسر الإجماع الصهيوني، اذ بدل الوحدة الوطنية يرى المتظاهرون بعناصر  الصهيونية الدينية وحكومة اليمين الخطر الوجودي على البلاد وليس الفلسطينيون ولا إيران. بنظر هؤلاء يعتبر الوزيرين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير وأمثالهم، الخطر الحقيقي كونهم يحرضون على الكراهية تجاه العرب ويريدون ان يفرضوا نظام عنصري وحربي الى الابد.

ينصح بشارات حركة الاحتجاج بـ “إعادة تشكيل نفسها”، لكنه في الواقع يلقي بأزمة قيادة المجتمع العربي رأساً على عقب. بينما يسعى الاحتجاج إلى وضع معاهدة جديدة، تقوم على المساواة بين جميع شرائح المجتمع في إسرائيل، بغض النظر عن الدين والعرق والجنسية والتوجه الجنسي، تواصل القيادة العربية تحصين نفسها بشعارات دينية قومية فقدت فعالياتها. وبينما يثير الاحتجاج قضية الفصل بين الدين والدولة، في المجتمع العربي هناك حظر صارم لمناقشة هذه القضية. يمكن القول على وجه اليقين أن الاحتجاج ابتكر قواعد جديدة للعبة للعلاقات السياسية في البلاد وسيكون من الصواب دعوة المجتمع العربي بجميع أجزائه للمشاركة في النضال من أجل الصورة المستقبلية لإسرائيل.

أتفق مع بشارات في شيء واحد: الموقف من الفلسطينيين هو الذي سيحدد مستقبل الاحتجاج. جذور الفاشية متجذرة بعمق في الاحتلال وتمتص من الكراهية للفلسطينيين. إن هزيمة اليمين المسياني شرط أساسي لانتصار الديمقراطية. لكن هذا التأكيد يقودني إلى الاستنتاج المعاكس لما توصل اليه بشارات. إنه يقضي على فرصة الاحتجاج في التغيير، بينما أنا وأصدقائي في جمعية سنديانة الجليل نشارك بانتظام في المظاهرات. أرى مشاركة المواطنين العرب في الاحتجاج مساهمة مهمة في النضال من أجل الديمقراطية ووسيلة أكيدة لتغيير العلاقات غير المستقرة بين المجتمعين. قد تخلق مشاركتنا أيضًا رافعة للتغيير الديمقراطي في المجتمع العربي. سنفعل كل شيء من أجل نجاح الاحتجاج.

الكاتبة عضو في إدارة جمعية سنديانة الجليل، التي تروج للتجارة العادلة والاستدامة والتعاون بين النساء اليهوديات والعربيات، وهي شريكة في حركة الاحتجاج.

 

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter